أَدَبُ أَهْلِ الْعِرْفَانْ ، وَالذَّوْقِ وَالْوِجْدَانِ ، أَدَبُ أَهْلِ اللهْ :
الإمام العلّامة نور الدين علي جمعة مفتي الديار المصرية :
"عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ الصُّوفِيَّ هَذَا لَيْسَ تَسْجِيلَاً فِى طَرِيقَةٍ ، أَوْ فِى دَفْتَرٍ ، أَوْ فِى مَشْيَخَةٍ ، أَوْ أَنَّهُ يُطْلِقُ عَلَى نَفْسِهِ هَذَا ! ، هَذَا يَكُونُ مِنْ الْمُتَمَصْوِفَةِ ، التَّصَوُّفُ لَيْسَ عُنْوَانَاً ، وَلَا اْسْمَاً ، وَلَا هُوَ تَسْجِيلَاً فِي جَمْعِيَّةٍ خَيْرِيَّةٍ مُسَجَّلَةٍ فِى الشُّئُونِ الْاجْتِمَاعِيَّةِ , التَّصَوُّفُ حَالَةٌ الْقَلْبِ مَعَ اللهِ ، حَالَةُ الْقَلْبِ مَعَ اللهِ هَذِهِ قَدْ تَكُونُ فِيمَنْ أَظُنُّهُ أَنَّهُ لَيْسَ كَذَلِكَ –فَقَدْ أَخْفَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلِيَّهُ بَيْنَ النَّاسِ- وَلِذَلِكَ فَلَا يَنْبَغِى إِذَا مَا دَخَلْتُ فِى الطَّرِيقِ أَنْ أَرَى نَفْسِي قَدْ تَمَيَّزْتُ عَنْ النَّاسِ ؛ لِأَنَّ التَّمَيُّزَ هَذَا فِى حَدِّ ذَاتِهِ يَقْدَحُ فِى الْإخْلَاصِ ..
أَنَا لَا أَتَمَيَّزُ عَنْ النَّاسِ لِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ شَخْصَاً ، وَأَنَا أَظُنُّ أَنَّهُ لَا عَلَاقَةَ لَهُ بِهَذَا الطَّرِيقِ لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ اْسْمٌ وَلَيْسَ لَهُ طَرِيقَةٌ ، أَفْضَلُ مِنِّى عِنْدَ اللهِ ؛ لِأَنَّ قَلْبَهُ قَدْ تَّعَلَّقَ بِرَبِّهِ فَفَازَ وَسَبَقَ ..
وَالْأَمْرُ أَمْرُ قَلْبٍ وَلَيْسَ اْسْمٌ وَلَا لَقَبٌ ، وَقَدْ قَالُواْ فِي هَذَا الْمَعْنَى :
(الْأَمْرُ أَمْرُ قَلْبٍ وَلَيْسَ أَمْرَ لَقَبٍ) ، وَهَذِهِ قَاعِدَةٌ ؛ أَنَا اْسْمِي نَقْشَبَنْدِيٌّ ، وَلَّا شَاذِلِيُّ ، وَلَّا أَنَا مُحَمَّدِيٌّ وَلَّا كَذَا إِلَى آخِرِهِ , نَعَمْ كُنْ هَكَذَا لَا بَأْسَ ، وَلِكِنْ يَنْبَغِى أَنْ نَكُونَ عَلَى وَعْيٍ بِأَنَّنَا لَا نَتَمَيَّز بِذَلِكَ عَنْ خَلْقِ اللهِ ، وَأّنَّكَ أَضْعَفُ مَنْ رَأَيْتَ ، فَلَعَلَّ الْآخَرَ أَنْ يَكُونَ أَسْبَقَ مِنِّى عِنْدَ اللهْ" ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق