بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 7 أكتوبر 2013

هل كان إدخال قبر النبي لمسجده غلطه ؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على الرسول الأمين المبعوث رحمة للعالمين

سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , وبعد ..

كلنا نعلم الجدل الثائر المثير .. بين الوهابية من جه والصوفيه من أخرى حول مسألة

حكم الصلاة بمسجد فيه ضريح
فبعض من الوهابيين يرونه شرك بالله تعالى  
وبعضهم يرونه حرام شرعاً ولا تجوز الصلاة بمسجد به ضريح
والصوفية يرونه مستحب ولا شئ فيه أبداً بل والكثير من غير الصوفيين

ولسنا هنا بصدد مناقشة هذا الأمر بالتحديد فهو خلاف فقهي له رجاله وعلماؤه وهم

يفصلون فيه
ولكننا سنتحدث عن إحدى تباعات هذا الجدل والشد والجزب بين الفريقين
فهناك فريق من تعصبه لمذهبه ولرأيه ولإتهامه الرأي الآخر بالخطأ بدون وجه حق
قد وقع في أخطاء تاريخيه غير مقبوله على الإطلاق

وقع هذا الخطأ عندما رد المؤيدين للصلاة في مسجد به ضريح على المعارضين حيث

قالوا : إذا كنتم تحرمون الصلاة بمسجد به ضريح فالمسجد النبوي به قبر النبي صلى الله

عليه وسلم
فرد المعارضين قائلين بأن هذا خصوصية للنبي صلى الله عليه وسلم
( غير أن بعضهم يدعوا بهدم قبة النبي صلى الله عليه سلم )
فرد المؤيدين : وماذا عن قبر أبوبكر وعمر رضوان الله عليهم المدوفنين بجوار النبي

صلى الله عليه وسلم أهي خصوصية أيضاً أم أنهم أنبياء؟؟

وعندما طرح هذا السؤال على واحد من كبار علماء الوهابية أو السلفية كما يُشاع منذ

زمن قال ما نصه :
نحن نقول ان هذا القياس باطل لا يصح .. ليه؟؟ لان النبي صلي الله عليه وسلم لم يدفن

في مسجده وانما دفن في حجرته التي كانت بجوار مسجده (حجرة السيدة عائشة رضي

الله عنها ) وكانت الحجره لها باب علي المسجد
فلما عمرو ابن الخطاب رضي الله عنه اراد التوسيع وسع من الناحية الاخري حتي لا

يدخل الحجرة في المسجد
وعثمان رضي الله عنه لما وسع , وسع من الناحية الاخري حتي لا يدخل الحجرة في

المسجد

وامتي حصلت الغلطة دي سنة 97هــــ
بعد موت كل الصحابة الذين كانوا في المدينة
فاذاً ادخال القبر في المسجد كان خطأ......
..الخ) انتهي

عندما سمعنا منه هذا الكلام قلنا لعلها ذلة عالم لا يجوز التشنيع له عليها
ولكن البعض الآن بعد الأحداث الأخيرة وهدم الأضرحة وإحياء الجدل مره أخرى حول

هذه الأمور وجدنا أن البعض يكرر كلام هذا العالم الجليل !! دون أن يبحثوا عن مدى

صدقه و حقيقته وكأنه كلام منزل من السماء لا يقبل النقاش ولا الخطأ

فشعرنا أنه من الواجب علينا توضيح الأخطاء الكثيرة في كلام فضيلة الشيخ
وللرد عليه بكل أدب وبروح أدب الخلاف نقول :
أولاً : من أين لفضيلته معرفة أن عمر وعثمان لم يُريدا إدخال الحجرة في المسجد لكي لا

يُدخلا القبر به ؟؟
ألم يعلم فضيلته أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت على قيد الحياة في وقتهما ؟
وعمر بن الخطاب مات قبل السيدة عائشة , وكان قد طلب منها الإذن
بالدفن مع رسول الله صلي الله عليه وسلم قبل موته ؟؟
 فجهة الشرق ظلت كما هي من غير زيادة حيث كانت توجد حجرات أزواج النبي صلى

الله عليه وسلم وليس كما يقول الشيخ !
عن عائشة رضي الله عنها- قالت: (كنت أدخل البيت الذي دفن فيه رسول الله - صلى الله

عليه وسلم - وأبي - رضي الله عنه - واضعةً ثوبي، وأقول: إنما هو زوجي وأبي، فلما

دُفن عمر - رضي الله عنه -، والله ما دخلتُهُ إلا مشدودةً عَلَيَّ ثيابي حياءً من عمر -

رضي الله عنه -)
السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين  ص 19،
 وقد روى نحوه الحاكم (4/7) وقال  : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم

يخرجاه .
وكذلك في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه!! كانت السيدة عائشة رضي الله عنها حية

ترزق
ولهذا لم يزيد عمر وعثمان المسجدَ من جهة الشرق لوجود السيدة عائشة رضي الله عنها

بحجرتها.
-------
وقوله عن عدم وجود احد الصحابة حي في المدنية وقت توسيع المسجد فهذا خطأ أيضاً

لنصرة مذهب على آخر بأي شكل وبأية طريقة
فقد كانت توسعة المسجد النبوي الشريف مابين عام 88هــ و 91 هــ
وليس كما قال فضيلته بأن التوسعة كانت عام 97 هــ
وقد كان حياً في هذا الوقت كلا من :
1 - أنس بن مالك رضي الله عنه
قال ابن كثير في البداية والنهاية في ترجمة أنس بن مالك : قد اختلف المؤرخون في سنة

وفاته، فقيل‏:‏ سنة تسعين، وقيل‏:‏ إحدى وتسعين، وقيل‏:‏ ثنتين وتسعين، وقيل‏:‏ ثلاث

وتسعين، وهذا هو المشهور وعليه الجمهور، والله أعلم‏.‏
وقال الإمام أحمد‏:‏ حدثني أبو نعيم، قال‏:‏ توفي أنس بن مالك وجابر بن زيد في جمعة

واحدة، سنة ثلاث وتسعين‏.‏)
واكثر العلماء علي وفاته عام 93 هــــــ
راجع ترجمتة في أسد الغابة والبداية والنهاية

2- سيدنا أبو الطفيل عامر بن واثلة
أيضا من الصحابة وكان حياً ومات سنة مائة وقيل سبع ومائة راجع ترجمتة في البداية

والنهاية ج9
وكذلك كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب - لابن عبد البر القرطبي ج4/259  طبع

دار الكتب العلمية

وبهذا يتضح أن الحقيقة مخالفة تماما لما قاله فضيلة الشيخ

أما عن قول الشيخ بأن هذه غلطه وخطأ فلنا أن نسأل فضيلته :
 هل يرضى الله تعالي لخير البشر وافضلهم سيد الخلق اجميعن لعبده ونبيه محمد بن

عبدالله علية الصلاة والسلام أن يكون موضع قبرة خطأ وان يكون غلطة يتناولها التاريخ

؟؟
هل يرضى الله تعالى ان يكون موضوع قبر نبيه صلى الله عليه موضع للشرك والبدع؟؟
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ( اللهم لا تجعل قبري وثناً يُصلى عليه ) ، وفي

رواية : ( يُعبد )
وهو حديث صحيح أخرجه أحمد في المسند 7352 موصولا ومالك في الموطأ 172

مرسلا وأخرجه البزار (مجمع الزوائد 2/28) موصولا . والحديث له طرق
فهل الله لم يستجب لدعوة رسوله صلى الله عليه وسلم ؟؟
الإجابة بالطبع إستجاب فلم يخرج من الأمة من يعبد محمداً رسول الله
فهناك من عبد علي رضي الله عنه وهناك من عبد غيره ولكن لا أحد عبد رسول الله

صلى الله عليه لا حياً ولا ميتاً
------
 ونسأل فضيلة الشيخ عن قوله في كل من :
فقهاء المدينة جميعاً والفقهاء العشرة وامير المؤمنين عمر ابن عبدالعزيز والامام الباقر

والامام السجاد رضي الله عنهم جميعا ومالك والشافعي والحنفي والثوري حسن البصري

احمد ابن حنبل العز ابن عبدالسلام ووغيرهم من ائمة الشافعية والمالكية والحنبلية

والحنفية وخلفاء المسلمين جميعاً .. هل كلهم لا يفقهون ولا يعلمون؟؟
وما قوله في حديث رسول الله صلى الله عليه وسم : خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم

الذين يلونهم ؟؟
فلا الصحابة اعترضوا , ولم يعترض فقهاء المدينة وهم الأئمة الكبار من التابعين
ولمزيد من التأكيد نقول :
أن من قام بتوسعة المسجد النبوي الشريف هو الأمير الصالح والفقيه الورع والزاهد

المعروف سبط الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنة و خامس الخلفاء الراشدين أمير

المؤمنين عمر بن عبدالعزيز وذلك أثناء ولايته للمدينة المنورة
وعمر بن عبدالعزيز معروف الصلاح والتقوى والعلم فكان فقهيا ورعا بالاجماع وانة تم

بموافقه فقهاء المدينة الشعرة واجماع التابعين ووجود علي بن الحسين المعروف بالسجاد

وابنه الاِمام محمّد بن علي الباقر اللذين لم يشك أحدٌ في زهدهما وعلمها وعرفانهما

بالكتاب والسنّة

يقول الحافظ بن كثير في هذا الشأن في( البداية والنهاية)
في ترجمة عمر بن عبدالعزيز :
( وبنى في مدة ولايته هذه مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ووسعه عن أمر الوليد له

بذلك، فدخل فيه قبر النبي صلى الله عليه وسلم) انتهى
وقال أيضا في موضع آخر من البداية والنهاية :
( وذكر ابن جرير: أنه في شهر ربيع الأول من هذه السنة قدم كتاب الوليد على عمر بن

عبد العزيز يأمره بهدم المسجد النبوي وإضافة حجر أزواج رسول الله (صلى الله عليه

وسلم)، وأن يوسعه من قبلته وسائر نواحيه، حتى يكون مائتي ذراع في مائتي ذراع، فمن

باعك ملكه فاشتره منه وإلا فقوِّمه له قيمة عدل ثم اهدمه وادفع إليهم أثمان بيوتهم، فإن

لك في ذلك سلف صدق عمر وعثمان.......... وأرسل الوليد إليه فعولاً كثيرة، فأدخل فيه

الحجرة النبوية - حجرة عائشة - فدخل القبر في المسجد، وكانت حده من الشرق وسائر

حجر أمهات المؤمنين كما أمر الوليد، وروينا أنهم لما حفروا الحائط الشرقي من حجرة

عائشة بدت لهم قدم فخشوا أن تكون قدم النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى تحققوا أنها قدم

عمر رضي الله عنه ) انتهى من البداية والنهاية

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : « خير أمتي القرن الذين يلونى ثم الذين يلونهم ثم

الذين يلونهم ثم يجئ قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته»
فإذا كان هذا العمل بمرأى ومنظر من فقهاء المدينة العشرة والمسلمين عامة وفي مقدم

التابعين منهم الاِمام «علي بن الحسين» المعروف بالسجاد وابنه الاِمام محمّد بن علي

الباقر اللذين لم يشك أحدٌ في زهدهما وعلمها وعرفانهما بالكتاب والسنّة، أفلا يكون ذلك

دليلاً على جواز إذلك من دون أن يخطر ببال أحد أنّ النبيّ نهى عنه، أو يخطر ببال أحد

أنّ هذا من خصائص النبي صلي الله علية وسلم كيف وقد جاء بعدهم إمام المدينة مالك

وسائر أئمّة المذاهب الاَربعة، والكلّ أقرّوه ولم يعترضوا عليه بشيء.
فأين الخطأ الذي يقول به الشيخ ؟؟؟
---------
يقول الإمام ابن الجوزي في كتابه سيرة عمر بن الخطاب صــ41 و42
((عندما جاء الناس للسلام على الأمير الجديد بالمدينة وصلى، دعا عشرة من فقهاء

المدينة
وهم عروة بن الزبير، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن

الحارث بن هشام، وأبو بكر بن سليمان بن أبي خيثمة، وسليمان بن يسار، والقاسم بن

محمد، وسالم بن عبد الله بن عمر، وأخوه عبد الله بن عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عامر

بن ربيعة وخارجة بن زيد بن ثابت، فدخلوا عليه، فجلسوا فحمد الله وأثنى عليه بما هو

أهله، ثم قال: إني دعوتكم لأمر تؤجرون عليه، وتكونون فيه أعواناً على الحق، إني لا

أريد أن أقطع أمراً إلا برأيكم أو برأي من حضر منكم، فإن رأيتم أحداً يتعدى، أو بلغكم

عن عامل لي ظلامة، فأحرّج الله على من بلغه ذلك إلا أبلغني))

وكان التوسيع للمسجد في عصر هؤلاء الاعلام فاي خطأ يتحدث عنه فضيلة الشيخ؟
يقول الإمام ابن كثير في كتابه البداية والنهاية :
( فجمع عمر بن عبد العزيز وجوه الناس والفقهاء العشرة وأهل المدينة وقرأ عليهم كتاب

أمير المؤمنين الوليد )
ويقول ابن كثير أيضاً : ( ومن خالف من المسلمين إنّما خالف لاَجل أمر آخر حيث قالوا:

إنّ هذه حجرٌ قصيرة السقوف وسقوفها جريدة النخل وحياطها من اللبن، وعلى أبوابها

المسوح وتركها على حالها أولى لينظر الحجاج والزوار والمسافرون إلى بيوت النبيّ

فينتفعون بذلك ويعتبرون به ويكون ذلك أدعى لهم إلى الزهد في الدنيا، فلا يعمّرون إلاّ

بقدر الحاجة وهو ما يستر ويكنُّ ويعرفون أنّ البنيان العالي إنّما هو من أفعال الفراعنة

والاَكاسرة وكلِّ طويل الاَمل راغبٍ في الدنيا، وفي الخلود فيها)
من ص 8 الي ص 64

ويقول ابن كثير
الذي أنكر ادخال القبر في المسجد هو سعيد بن المسيب فقط
البداية والنهاية من ص 6 الي 64
ولم يعلم أن إنكاره كان لأجل إدخال القبر ضمن المسجد كما صرّح به ابن كثير ,.

وأيضاً جاء في طبقات ابن سعد مانصه :
(أخبرنا محمد بن عمر قال عطاء فسمعت سعيد بن المسيب يقول يومئذ والله لوددت أنهم

تركوها على حاله ينشأ ناشئ من أهل المدينة ويقدم القادم من الأفق فيرى ما اكتفى به

رسول الله فى حياته فيكون ذلك مما يزهد الناس فى التكاثر والتفاخر فيها، يعنى الدنيا»
الطبقات (168/8)

ومن هذا نعلم أن فضيلة الشيخ قد غفل أن عمر بن عبد العزيز كان فقيهاً عالماً آنذاك

وكان دوما متلمساً لسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فكيف يرضى بالبدعة والشرك بل ويُشرف بنفسه على الإنتهاء من توسعة المسجد وضم

القير إليه ؟
وغفل أيضاً فضيلته عن إجماع الأمة الإسلامية وعدم تحدث الأئمة والتابعين عن أن هذا

شرك وبدعه وخطأ وغلطه !!!
فكيف يكون خطأ والإمام مالك كان يلقي دروسه في المسجد النبوي بعد ضم القبر

الشريف إليه ؟
وكيف يكون خطأ ويسكت الشافعي الذي تتلمذ على يد مالك في المسجد النبوي بعد ضم

القبر الشريف إليه ؟؟
وكيف يسكت أبو حنيفه على هذه الغلطه الشنيعه !!! عندما زار المدينة ؟؟
وكيف سكت الإمام أحمد بن حنبل على هذا الخطأ الفضيع ؟؟؟؟
إن إجماع الأمة كلها على هذا الفعل منذ أن تم إلى الآن لهو أقوى دليل على صحته
فالأمة الإسلامية لا تجتمع أبداً على باطل
خاصة إذا علمت أن القول بأن إدخال قبر النبي إلى المسجد خطأ وغلطه
لم يقل به أحد قبل مائتي عام !!!!
فهل كانت الأمة ضاله لمدة 1200 عام إلى أن جاء هؤلاء ؟؟
أهذا أمر يقبله عقل ؟؟

هذا
والله تعالى
أعلى وأعلم

سبحانك اللهم وبحمدك .. لا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق