::: أخلاق :::
--- الخيانة ---
نقيض خُلُق الأمانة .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنَّه بئس الضجيع (الملازم في المضجع)، وأعوذ بك من الخيانة، فإنها بئست البطانة (أي الخصلة الباطنة)".
قال الفيروزآبادي عن ورود هذه الصفة في القرآن: قد وردت في القرآن على خمسة أَوجه:
الأَوّل: في الدِّين والدِّيانة "وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ"
الثاني: في المال والنِّعمة "وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا"
الثالث: في الشرع والسنَّة "وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ"
الرّابع: الخيانة بمعنى الزِّنى "وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ"
الخامس: بمعنى نَقْض العهد والبيعة "وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً"
وعن ميمون بن مهران قال: ثلاثة المسلم والكافر فيهن سواء: من عاهدته وفِّ بعهده مسلمًا كان أو كافرًا، فإنما العهد لله عزَّ وجلَّ، ومن كانت بينك وبينه رحم فصلها، مسلمًا كان أو كافرًا، ومن ائتمنك على أمانة فأدِّها إليه مسلمًا كان أو كافرًا.
أما آثار الخيانة: فتجلب سخط الرب، وتجرد الإنسان من إنسانيته، وهي من علامات النفاق، وانتشارها يفرز الرشوة والغش وفقدان الثقة وتفكك أواصر المحبة، وتوصل إلى الذل والمهانة والعار في الدنيا والآخرة.
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا لبابة إلى بني قريظة لما حاصرهم، وكان أهله وولده فيهم، فقالوا: يا أبا لبابة، ما ترى لنا إن نزلنا على حكم سعد فينا؟ فأشار أبو لبابة بيده إلى حلقه - أي أنه الذبح - فكانت تلك منه خيانة لله ورسوله، قال أبو لبابة: فما زالت قدماي من مكاني حتى عرفت أني خنت الله ورسوله.... ومعروفة قصته وتوبته... أشار إشارة ولم يتكلم، وفزع من فوره ليقينه بعظيم جرمه، وكان فعله خيانة، فكيف بالله عليكم اليوم بمن يذبح الإنسانية صباح مساء ولا يرف له جفن! أين هو في مقاييس الأمانة والخيانة؟!
المصدر :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق